سمعنا كثيراً تصريحات البرهان حول عدم رغبته في الحكم لكن مايهمنا ( النتائج )
الإتفاق الإطارئ المخرج الوحيد للبلد ويمكن تطويره
مايحدث الآن مجرد ( أعراض ) وأنا متفائل
الدعوة الي إنتخابات مبكرة دعوة ( حق أريد به باطل )
هذا هو الجديد في عمل لجنة التمكين (……)
من يتحدث عن دور قوش في الثورة … أنا أساله لماذ لم يقم بأي دور طيلة 30 عاماً ..إنها ثورة السودانيين
تشهد الساحة السودانية في الوقت الراهن حالة من الشد والجذب بين القوي السياسية المختلفة ، فقد إنقسم الناس حول الإتفاق الإطارئ مابين مؤيد له ، وفريق آخر فضل المقاطعة ووقف في خانة المعارضة .
الواقع نيوز جلست مع الأستاذ محمد الفكي سليمان عضو مجلس السيادة السابق والرئيس المناوب للجنة التمكين قبيل تجميد عملها ، وطرحت عليه جملة من الأسئلة والاستفسارات بشأن الراهن السياسي ، ومستقبل الاتفاق الاطارئ ، ومايمكن توقعه في لجنة ازالة التمكين علي ضوء الورش التي عقدت خلال الفترة الماضية والتي شارك فيها ضيفنا بعدة مقترحات .
الرجل كان شفافاً وواضحاً في كثير من القضايا التي طرحناها عليه فمعاً تابعوا معنا تفاصيل الحوار .
حوار : بهاء الدين أحمد
# بداية نود أن تعرف علي تقييمكم للإتفاق الاطارئ ؟.
حسب تقييمنا هو يمضي الان ،وقوي الحرية والتغيير ملتزمة به وكذلك الأطراف التي وقعت عليه ،وأيضاً الموقف الرسمي ، صحيح أن بعض القوي تعبر عن عدم رضاءها لكن هذا يقراء في سياق الموقف السياسي ،في تقديري هو المخرج الوحيد للبلد .
# البعض يرى في الإتفاق الإطاري مفتاحاً للحل للأزمة السياسية ،بينما البعض الآخر يرى غير ذلك ؟.
نحن نعتقد أن الإتفاق الإطارئ هو الحل ، ويمكن أن يتطور من خلال انتاج الحكومة و تقييم الأداء وتوسيع المشاركة وغيره ، الذين سيواصلون في رفضهم للإتفاق الإطارئ ( طول الخط ) هم أنصار الدولة القديمة لأن هذا الاتفاق جاء بشكل أساسي لتفكيك دولتهم ،وبناء دولة ديمقراطية ،وهذا يجعلهم يفقدون الإمتيازات التاريخية التي تمكنوا عبرها من السيطرة الكاملة علي الدولة .
أما بقية الأطراف فسيكون هناك حوار مستمر حتي لو لم يكن الآن فسيتم ذلك عبر الحكومة التي ستشكل ،حيث ستدير حوار مع هؤلاء الناس ، وتوسعة المشاركة باكبر قدر من السودانيين .
# عرفت بوضوحك في تصريحاتك للرأي العام ربما يتسأل البعض ( مضت أكثر من أربعة سنوات من عمر الفترة الإنتقالية السؤال الي أين نحن نسير ؟.
أفتكر أننا خرجنا من دكتاتورية قابضة قائمة علي حزب أيدلوجي كما ذكرت سيطر علي كل مناحي الحياة ومؤسسات الدولة ،وصادر الحريات ، وانهارات مؤسسات الخدمة المدنية ،وتأثرت الأحزاب ، والمجتمع المدني ، عقب كل هذا الخراب دائما ماتكون الفترات الانتقالية صعبة بعض الشئ والذى نشهده الان جزء من مخاض عسير ،للوصول الي نظام حكم ديمقراطي ، أنا علي الصعيد الشخصي متفائل ومتفائل جداً .
كل الذى يحدث الان هو وضع طبيعي ،ودرسناه في تجارب الانتقالـ ومقاعد الدرس عندما كنا طلاباً في العلوم السياسية ، في تقديري كل الذى نشاهده الان هي مجرد ( أعراض ) بالتالي نحن لسنا استثناء من غيرنا الشئ المهم اننا ندير هذا الامر حتي نصل الي بر السلام .
الشئ المطمئن أكثر أن السودان فيه اشياء كثيرة غير متوفرة لكثير من الدول ، فيه تجربة سياسية قديمة ، وديمقراطيات وإن كانت متقطعة في أذهان الناس والأهم من ذلك فيه موارد لاحدود لها قادرة علي النهوض به في أسرع فترة ،معظم الدول التي تواجه مثل هذه المصاعب يكون عندها تحديات اقتصادية ( خانقة ) معيقة للتقدم والاستقرار بسبب عدم الموارد ، لكن الوضع في السودان مختلف تماماً ، وبالتالي نحن لانحتاج سواء للدفعة الأولى محتاجين فقط ( دفره ) وبعدها ننطلق .
وبعدها سنعود الي دورنا الطبيعي المعروف لمكانتنا الاقليمية التي فقدناها بسبب تطاول فترات الحكم الشمولي .
# كيف تنظر الي عمل وأداء الآلية الثلاثية ؟.
الآلية الثلاثية تقوم بمجهود كبير ونحن لازلنا نطلب منها المواصلة في هذا الأمر بحكم التفويض الدولي الممنوح لها وأنها تلتزم وخصوصاً الاتحاد الافريقي بذلك ، في تقديري ان الاتفاق الاطارئ خطوة للأمام ، ولكن الخلاصة الوصول الي حكم مدني حتي يعود السودان الي الاتحاد الافريقي ، الان كل آليات الاتحاد الأفريقي تعمل بشكل جيد ،ويقوموا بعمل كبير ، في الحديث مع المجتمع الدولي وجيمعهم يعمل من أجل الحل وصولاً الي حكم ديمقراطي .
# في أي سياق يقرأ تنظيم ورشة القاهرة للحوار السوداني السوداني ؟.
ورشة القاهرة جاءت متأخرة لوضع الحل ، مايجمعنا بمصر علاقات تاريخية وقدرتها علي التأثير من خلال الجوار والمؤسسات المشتركة ووجود عدد من السودانيين في مصر ، مصر لديها رصيد كبير كان يجب أن تكون الأول في المبادرة لوضع الحل ، السودان يمثل أمنها الاستراتيجي والقومي ، وبالتالي استقرار الجنوب مهم للغاية ، وبالتالي مصر في تقديري تأخرت كثيراً وقد نتج هذا الواقع الذى نشهده الآن ، وفي تقديري نحن في الحرية والتغيير محتاجين نتحدث أكثر من مصر وهذا أمر مهم للغاية ،ومصر دولة مهمة اتفقنا أو إختلفنا معها ، الان نحن علي اختلاف معها في الورشة التي نظمتها لانها إستدعت مسار اخر غير مسار الاتفاق الاطارئ ،وقد وجهوا لنا الدعوة لكننا لم نشارك ، لكن هذا لايعني ان الناس يتوقفوا في الحديث مع مصر ، هذا رباط أزلي ، وهذا تاريخ ، وهذه جغرافيا وهناك مصالح مشتركة لايمكن الفكاك منها ، وأنا دائماً أقول للناس ( علاقتنا مع مصر ليست اختيارية ) مثل بقية الدول ،علاقتنا مع مصر علاقة رباط وبالتالي لايمكن ان تكون العلاقة مع مصر ( بنعم أو لا) مصر جارتنا وبالتالي هناك ضرورة لايجاد صيغة للتعامل معها ، في عدد من الملفات .
# في الأيام الماضية لاحظنا مشاركتك في عمل لجنة التمكين حدثنا عن مستقبل هذا الملف في ظل معطيات الراهن ؟.
ملف لجنة التمكين ملف مهم جداً ، لتفكيك النظام السابق ،وهو مايتيح المشاركة الحرة في العمل السياسي ، فلايستقيم عقلاً أن تدخل منافسة مع شخص مسيطر بشكل كامل علي مفاصل الدولة وبالتالي المنافسة سيشوبها الكثير من الخلل ،التفكيك مهم جداً الان أصرارهم علي الانتخابات المبكرة (دعوة حق أريد بها باطل ) الاخوان أقلية تاريخية في السودان وبالتالي لايمكن ان يلوحوا بالانتخابات لاحزاب تاريخية ولديها قواعد ووزن كبير وقدرة كبيرة للعمل وسط الجماهير ، هم يخشون من اقامة الانتخابات في حال فقدوا امتيازاتهم ومواقعهم في أجهزة الدولة وهذا الامر قطعا سيعيدهم الي وضعهم الطبيعي .
نحن لانريد ان نبعد الاخوان خارج السودان ، فقط نقصد مشاركتهم ، بالتالي هم سودانيين لديهم خطاب تاريخي قديم لكن فقط نحن نريد ان نعيدهم الي وزنهم الحقيقي والطبيعي ،ونعلم جيداً أن جهاز الدولة ( نفخهم ) واذا اردت ان تعرف وزنهم انظر الي حالهم منذ ماقبل العام 1989 .
بالعودة الي سؤالك نحن وضعنا عدد من المقترحات لتطوير العمل في لجنة التمكين .
# مقاطعة …أهم مايمكن أن نتوقعه في عمل اللجنة مستقبلاً من مقترحات ؟.
أولاً هي ستستمر في عملها وستستقطب كادر جديد بامكانيات جديدة ، وستركز علي ملفات كثيرة لم نقم بفتحها خلال الفترة الماضية .
# ماصحة أن اللجنة التي سيتم تشكيلها ستضم عدداً من القضاة وسلك النيابة ، وأن كافة القضايا التي سترفع الي اللجنة ستحسم عبر الالية القانونية المعروفة وهي القضاء ؟.
ليس صحيحاً هذا الأمر لكن سيكون بها عدد أكبر من القانويين ،والمراجعين القانويين .
# مقاطعة … حينما تقول قانويين تقصد القضاء أو النيابة ؟.
أقصد محامين ،القضاء كما هو معروف لاينتدب شخص للعمل في لجنة ذات طبيعة (خاصة ) ولكن نحن دعونا الي تشكيل محكمة خاصة ، وكذلك نيابة حتى لو ان هناك أمر لم تأخذ فيه اللجنة قراراً تكون هناك محكمة مختصة وينظر في الأمر باسرع ماتيسر ، لاننا نعرف لو تم الاجراء في المحاكم العادية ربما يأخذ الامر وقتاً من الزمن ، علي العموم هذه كلها مجرد مقترحات تخضع الي الصياغة .
# كما تعلم النوايا وحدها لاتكفي في العمل السياسي.. سؤالي تحدث قائد الجيش أكثر من مرة حول عدم رغبته في الحكم كيف تقرأ تصريحاته المتكررة في هذا الصدد ؟.
نعم سمعنا هذا الحديث كثيراً ، لكن نحن مايهمنا هو النتائج وهو خروج العسكريين من السلطة ، وهذا يمكن أن يتحقق بالاتفاق الاطارئ ،الذى في تقديري هو محروس (بالضامنيين )والشارع السياسي السوداني الذى لديه مطالب محددة ، وفي تقديري هذا هو المتاح الان ونعمل في مساره .
# عرفت بجلدك للذات من واقع تصريحاتك برأيك مالذى نجحت فيه الحرية والتغيير ومالذي فشلت فيه من واقع تجربتها في الفترة الانتقالية ؟.
ايجابياتها أنها أتاحت الحريات وكان أداءها في ملفات كثيرة (جيد جداً) وحظيت بسند شعبي كبير وقد نجحت في ملف التفكيك ،ونجحت في ادارة الملف الاقتصادي خصوصا خلال فترة ال(6) أشهر قبل الانقلاب وهذا يؤشر الي واقع جديد كما نجحت في ملف السلام ، واستعادة علاقات السودان الخارجية وعودتنا الي المجتمع الدولي .
أما السلبيات انها لم تستطع توسعة قاعدة المشاركة وفي فترة ما لم تستطيع ان تتعامل مع الكيانات التي لديها تعاملات مع الدولة القديمة مثل الادارات الاهلية فهذه كيانات بحكم تركيبتها تعمل مع كل الانظمة فلم يتم استيعابهم بل تمت معاملتهم (كفلول للنظام السابق ) وهذا الامر غير صحيح هؤلاء الناس بحكم وجودهم ملزمين في العمل مع النظام وهم حلقة الوصل مابين مجتمهم والنظام الحاكم وفقا للتركيبة القديمة المتعارف عليها وهذه كلفت الناس كثيرا في تقديري .
بجانب بعض الاشخاص الذين يعتبرون زعماء لعشائرهم وبالتالي هذا قلص السند لحكومة الثورة وبالتالي أنا أعتقد أن هذه واحدة من الاشياء التي يمكن ان “يتلافاها ” الناس مستقبلاً .
# في الفترة الأخيرة كثر الحديث عن صلاح قوش ودوره في الثورة بينما من خلال فتح المسارات الخاصة بالقيادة العامة ، فريق اخر يعتبر ان الرجل امتداد طبيعي لحكم الانقاذ وفريق ثالث يرى ان الرجل كان بطلاً لمسلسل القمع والانتهاكات أنت كيف تقرأ ذلك ؟.
أنا أقول لك أن الثورة ثورة السودانيين أي موقف اتخذه أي شخص بغض النظر عن اسمه ،اقول دائما حينما تقوم الثورات ،وانتفاضات يتصدع الحزب الواحد وهذا لم يحدث فقط في السودان بل عشرات الدول وبالتالي الحديث عن بطولة شخص محدد غير صحيح وغير حقيقي وهذا نتاج طبيعي لثورة السودانيين وتصدع النظام الواحد ، اقول ان هذا يحدث باستمرار فيمكن ان يكون الشخص (فلان اوعلان ) لكن حينما تقوم ثورة علي نظام شمولي فاسد هذا النظام يتصدع وهذا التصدع سببه الثورة وبالتالي سؤالي لماذا لم يقم بهذا الدور طيلة 30 عاماً.