تحلّ اليوم الـ17 من أغسطس ذكرى توقيع الوثيقة الدُستورية بين المجلس العسكري وقوى الحُرية والتغيير، الوثيقة التي أسست لاحقًا لتكوين هياكل الحكومة الانتقالية عُقب سقوط نظام الثلاثين من يونيو، يأتي هذا اليوم ليحمل في طياته جردًا لحساب عامٍ مضى، ما تحقق خلاله، وما يحملهُ المستقبل، يتزامنُ هذا مع مواكب دعت لها لجان المُقاومة وتجمع المهنيين السودانيين حاملةً مطالب لم تكتمل بعد ، (باج نيوز) طرحت في هذه الذكرى على وزير الشؤون الدينية والأوقاف نصر الدين مُفرح عن ما تحقق في وزارته وخططهم للمرحلة القادمة.
*يمرُ عامُ على توقيع الوثيقة الدُستورية الحاكمة للفترة الانتقالية ما تحقق خلال العام كان دون الطموح؟
_ في البدء دعيني أعترف أنّ وصولنا لهذا المقعد جاء بتضحياتٍ باسلاتِ وبواسل شعبنا وقضى الأخيار منهم نحبهم، لهم الرحمة والمغفرة وللمصابين عاجل الشفاء، وبلا شكّ أنّ ما تطّلعت إليه جموع شعبنا أعلى وأغلى مما هو ماثل، فالوضع الحالي محاط بالخوانق الاقتصادية والمالية وبوادر بعض النزاعات القبلية ، وهذا ما يؤرّقنا ونشعر أنّنا دون طموحات شعبنا ولذلك أسباب مهمة.
*ما هي؟
_منها أنّ مجموعة من عناصر النظام البائد وقوى الظلام التي لا تريد للبلد سلامًا هي وراء هذه الفتن والواجب مواجهة هذه التحديات بجرأةٍ وشجاعةٍ ورباطة جأش.
*تجدّدت النزاعات القبلية..انتشر خطاب العنصرية والكراهية وغاب التوافق والرؤى المُوحدة، في وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ما أبرز التحديات التي واجهتكم؟
_النزاعات أسبابها مُرحلة وهي كلفة يدفع ثمنها حكومة الفترة الانتقالية إذ كانت الحروب تقوم أيام النظام البائد على أساس القبيلة وضرب القبائل بعضها ببعضٍ، وتفضيل القبيلة ومساندتها على الأخرى، هذا الأمر فرض واقعًا قديمًا متجددًا ومفتعلًا ، فيجب حسمه وعدم استصغاره حتى لا يُستفحل ويقود إلى نماذج دامية كما في شرق السودان وغربه.
*ما أبرز التحديات؟
_ التحدي الآن هو بناء مؤسسات مدنية بعد اجتثاث عوامل التخريب الداخلية التي طالت مؤسسات الخدمة المدنية، نُريد أنّ نؤسس لمؤسسات ترمز للقومية وقائمة على الشفافية والمسائلة والعدالة والمساواة ووسيادة حكم القانون وتحدي الوزارة هو ترسيخ قيم الدين الواعد والواعي وإبعاد مظاهر وظواهر الغلو والتطرف العنيف ونبذ خطاب الكراهية وإبراز جوهر وقيم الأديان التي كفلت الكرامة والحرية والعدالة والتكافل، إنّ التطرّف العنيف قد أسست له مدارس سياسية وكيانات اجتماعية وهو أمرُ لن نقابله بالرفض فقط بل بالتجريم والتحريم ويدخل في ذلك خطابات التكفير والتفسيق والاتهام بالزندقة وما يقابلها من رفض للآخر أو الاستعلاء الديني.
*تعد المُنابر من أدوات التوعية لمواجهة الخطاب المُتطرف، هل ثّمة موجهات قامت بها الوزارة لتفعيل هذا الدور؟
_بحمد الله وفقنا قبل جائحة كورونا على تنظيم عدد من المؤتمرات والورش التدريبية للأئمة والدعاة وكذلك رجال الدين من عدد من الطوائف المسيحية وهو واجب تمليه علينا مسؤولية التعاطي مع الخطاب المنبري بمسؤولية وانضباط وفي سبيل ذلك تعرّض أربعة أئمة للمساءلة والمحاسبة لإسائتهم من على المنبر وتحريض الناس على الفتنة الدينية وهو في المقام الأول مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نهجه أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وأدع إلى الله على بصيرة ، وما شابهها من معاني بالتبشير لا التنفير وبالتيسسير لا التعسير وبالمناصحة والمجادلة بالتي هي أحسن.
*ما هي خططكم للفترة القادمة؟
_خطة الوزارة مُعلنة ويمكن الاطلاع عليها عبر الإدارات المختلفة ونعكف على اعداد استراتيجية متكاملة للخروج بواقع الدعوة والأوقاف والحج وما ارتبط بها من ملفات إلى ما هو أرفع وأنفع للبلاد والعباد، فالواقع الموروث أربك أداء الوزارة وعطّل العطاء وحبسنا في أزقة اجتثاث جيوب الفساد والإفساد ووجدنا في ذلك ما يشيب له رأس الوليد، وبحمد الله تمّ استرداد عدد من الأصول والأموال التي تمّ تسخيرها لغير أغراضها من أوقاف ومؤسسات ، ونتطّلع إلى التحضير الجيّد لحجٍ كريمٍ لبيت الله في العام المقبل بإذن الله ونماذج التعليم التقليدي بتطوير الخلاوى وتمكين النساء من الدعوة حتى يكن في مصاف الدعاة، وذروة ما نصبو إليه هو ترسيخ قيم التعايش بين السودانيين دون تمييز على أساس الدين أو اللون أو النوع أو الجهة.