د. سعيد الكردفاني ✍🏿
لم يعد القول بان التيار الاسلامي المتشدد ومتأسلمي كرتي وحلفائهم من الفلول هم من يقودون الحرب يثير اي دهشة لدي المتابعين للشأن الشوداني ومؤرخي الحرب العبثية فقد اصبح من المسلمات والحقائق الماثلة التي لايختلف حولها اثنان بعد ان كانت محل انكار شديد من قيادة الجيش ورموز حكومة الامر الواقع.
حتى اصبحت الان مثار فخر وفرح كبير تبدى في حملة الترحيب الكبيرة التي استقبل بها والي سنار احد اكثر قيادات قيادات المؤتمر الوطني (المحلول) وكتائبهم المتشددة (الارهابي) الناجي عبدالله في سنجة بحسبانه المدافع الوحيد عن الولاية، رغم وجود الفرقة 17 مشاة واظهاره بديلا عن ضباط وجنود القوات المسلحة لا ينهض دليلا واضحا عن ضعف وانهاك مليشيا البرهان وحسب وانما يؤكد من أشعل الحرب ويطيل امدها وينفخ في نيرانها المشتعلة.
علق الخبير العسكري العميد الركن م بدر الدين التهامي علي ظهور الناجي عبدالله واستقباله من والي سنار وقيادات مليشيا البرهان قائلا رغم مشاعر الفرح والغبطة البادية علي وجوه الفلول الشائهة الا ان الواقعة تعبر عن (شهادة وفاة ونعي جماهيري للمؤسسة العسكرية) ونهاية المهنية فيها بحيث اصبحت القيادة الفعلية الان بيد المتشددين امثال الناجي عبدالله الذي ينادي جهارا بالانتهاكات وذبح المخالفين كالخراف بما لايدع مجالا لانكار الجيش بتبنيه ما ينادي به الناجي الذي ينصبونه قائدا ومجاهدا في معركة الكرامة.
وهي ثانيا تعكس الحقيقة التي حاول الجيش انكارها مرارا بان الاسلاميين هم من يملك حق الفيتو امام التفاوض وبدا واضحا من عظم استقبال الارهابي والاحتفاء به هم من يملك الآن قرار الجيش، وذلك ما يجعل كل الحلول السلمية مؤجلة لحين القضاء التام علي مجاميع الارهابيين لانه سوف لن يكون هناك سلام دائم حتى لو وافق الجيش علي التفاوض لانهم هم من يملكون قرار ايقاف الحرب.
أشار خبراء عسكريين الي ان الاستقبال والاحتفاء الكبير بالارهابي الناجي عبدالله يعكس انحياز مليشيا البرهان لمسار الحرب والتصعيد كما يؤكد في ذات الوقت انهيار المنظومة الامنية وتولي الاسلاميين المتشددين لقرار الحرب بعد شكوكهم الكبيرة في الجيش نتيجة لهزائمه المتكررة امام قوات الدعم السريع وعدم ثباته في اي معركة يخوضها ضده مما زاد من شكوك الاسلاميين وكتائبهم الارهابية تجاه تخوين الجيش وعناصره ونيتهم في التفاوض وانهاء الحرب العبثية بعد معرفتهم المهنية بعدم قدرة الجيش علي الحسم العسكري بعد مايزيد عن العام من عمر القتال في السودان!






