د. سعيد الكردفاني ✍🏿
ضج العالم وهو يناشد حكومة الامر الواقع بتسهيل وصول المساعدات الانسانية للمتضررين من الحرب العبثية، وطالما ناشد المجتمع الدولي مليشيا البرهان بعدم تعويق عملية توصيل المساعدات الانسانية واحترام العاملين الذين اشتكوا من صعوبة الحصول على التصاريح اللازمة لاتمام مهامهم بالبلاد ومنعهم التصاريح الخاصة بممارسة مهامهم في السودان، مما اصبح عائقا امام اداء مهامهم الانسانية المتعلقة بإنقاذ حياة مواطني البلاد الذين من المفترض بها حمايتهم، ورغم الانكار الشديد لحكومة الامر الواقع ونفيها المتكرر عن عرقلتها للمساعدات الانسانية، الا انه ظلت هناك الشكوك على الدوام تطوف حول عرقلتها للاعمال الانسانية واستخدام المساعدات الانسانية وتوظيفها في الصراع السياسي عبر التجويع المتعمد لمواطني مناطق سيطرة قوات الدعم السريع.
لم يكن اتهام قوات الدعم السريع لمليشيا البرهان نابعا عن فراغ او تجني، وانما عن واقع الممارسات اللا أخلاقية لحكومة الامر الواقع وتوظيفها للمساعدات في صراعها السياسي والعسكري، وقد أشارت من قبل حكومة دولة جنوب السودان في بيانها الذي اصدرته بخصوص فشل مفاوضاتها مع مساعد القائد العام وعضو مجلس السيادة الفريق اول ركن شمس الدين كباشي وأشارت بوضوح الي سبب فشل التفاوض نتيحة لمحاولة حكومة الامر الواقع استغلال عملية المساعدات الانسانية في تشوين فرقها وتوظيف الاغاثة سياسيا في حربها العبثية.
وهاهي الايام تصدق اتهامات الدعم السريع لحكومة الامر الواقع ومليشيا البرهان الاجرامية، حيث أشارت وكالة رويترز إلى قيام المنظمة العالمية بالتحقيق مع بعض منسوبيها في الاتهامات المتعلقة بعرقلة الجيش لوصول المساعدات الإنسانية، وذكرت ان من بين الأشخاص الذين يتم التحقيق معهم في التحقيق الذي فتحه برانامج الغذاء العالمي حول الإحتيال والتستر وإخفاء معلومات عن عرقلة الجيش السوداني للمعونات الإنسانية “لضحايا الحرب”، نائب مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان، خالد عثمان المتهم من قبل زملائه بالفساد الإداري وتعاونه مع مليشيا البرهان.
وقد أشارت بعض المصادر إلى ان هناك شبهات فساد كبيرة تدور حول تعاون كبار منسوبي المنظمة مع الجيش في التلاعب بالمساعدات الانسانية وتوظيفها لمصلحة مليشيا البرهان. كما ذكر شهود عيان من المواطنين والمستهدفين بالمساعدات من ضحايا الحرب إلى اختلال كبير في عملية التوزيع من فساد وانتقائية واضحة بحيث يتم توظيف الاعانات الانسانية في الصراع وخدمة الجيش وتوسيع دائرة المتعاونين معه، وقد أكد موظف سابق بمنظمة برنامج الغذاء العالمي WFP صحة المعلومات المتعلقة بعمليات الفساد الواسعة والتلاعب بالمساعدات الانسانية مؤكدا ايضأ فساد نائب مدير المنظمه “خالد عثمان” وعلاقته القويه مع مسؤولين رفيعين بالجيش السوداني.